التعلم الالكتروني- E-Learning
دكتور . محمد زيدان عبد الحميد - أستاذ تقنيات التعليم المساعد
مجلة مركز البحوث في الآداب والعلوم التربوية – العدد الثامن - 1428هـ
مقدمة
من بديهيات التقدم المعرفي تناقل المعلومات من موطن لموطن، ومن عالم لعالم، ولنا أن نتخيل حجم الجهد الذي كان يبذل قديما في سبيل نقل المعلومات أو الحصول عليها؛ إذا كان تنقل الباحث لمواطن المعلومات، أو الانتظار حتى ينقلها شخص آخر من موطنها هو السبيل الموجود أو المتاح لذلك، وفي كليهما جهد كبير، وإذا استقرأنا تاريخ علمائنا سنسطر مجلدات كبار في حجم الرحلات التي يقضيها هؤلاء العلماء في سبيل الحصول على المعلومات، أو مقابلة الشيوخ أو العلماء، فماذا يكون موقفنا؟ إذا التغير الذي طرأ على وسائل الاتصال وسبل نقل المعلومات؟ هل سيظل انتظارنا لتلقيها من مصدرها ، أم سيظل تمسكنا في الانتقال إلى مصدرها؟! وماذا بوسعنا أن نفعل إذا حققت لنا وسائل الاتصال هذا المواجهة بشكل مباشر من خلال تقنيات حديثة؟ الإجابة قد تكون بضرورة تنمية مهارتنا إزاء استخدام هذه الوسائل وهذه التقنيات.
1- ضرورة تخزين المعلومات والاحتفاظ بها:
المعلومات جانب من جوانب التراث البشري، ومن ثم فالاحتفاظ بهذا التراث لتناقله بين الأجيال و بين المهتمين أصبح ضرورة ملحة، ولو نظرنا لوسائل حفظ المعلومات التقليدية نجدها لا تخرج عن حفظها في الكتب التي تزدحم بها المكتبات، وازدحام المكتبات بهذا الكم الهائل من الكتب في مجالات المعرفة المختلفة جعل من التفاعل معها أمر عسيرا، فما بالنا لو قدم لنا وسائل حفظ جديدة، تستغرق حيزا أصغر بملايين المرات، وتسهل سبيل الحصول على المعلومات والتعامل معها، وفن آطر تنظيميه دقيقة، بل وتحفظها في أشكال متنوعة منها المكتوبة والمسموعة والورقية، ما بالنا؟! هل نتمسك بوسائلنا القديمة، أم نلجأ إلى تنمية مهاراتنا للتعامل مع هذه الوسائل الجديدة؟سأترك الإجابة لكم...
2- التقدم التقني والمعلوماتي الهائل طبيعة العصر:
إن العصر الذي نعيش فيه يتسم بالتقدم التكنولوجي الهائل في شتى المجالات، وبالتقدم والتزايد السريع في المعلومات وطبيعتها، فالاختراعات، من آلات ومعدات ووسائل نقل المعلومات والاحتفاظ بها لشاهد كبير على التقدم التقني الهائل في هذا العصر، والذي هو نتاج للتزايد الكبير والهائل في حجم المعلومات وطرق انتقالها.
3- التعلم والتعليم والتكنولوجيا:
لم يكن لأهل التربية القائمين على تيسير سبل التعلم، بإنتاج مواقف تعليم تهمل ذلك، لم يكن لهم أن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء هذا التقدم الهائل في مجال تكنولوجيا المعلومات، فإن هذا التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات، ووسائل التعامل معها في هذا العصر الذي يتسم بالمعلوماتية، ومع ظهور شبكة المعلومات الدولية Internet ومع التقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصال، أصبح التعليم يواجه عددا من التحديات التي تتطلب إمداد عناصر العملية التعليمية البشرية بالمهارات اللازمة لمواجهة هذه التحديات، ومن ثم ظهرت في الساحات التربوية مفهوم جديد يعرف بتكنولوجيا التعليم، الذي ما لبث أن حدث بينه وبين مفهوم تكنولوجيا المعلومات تزواجا ضروريا أدى إلى ظهور أنماط تعليمية جديدة أطلق عليها المستحدثات التكنولوجية التعليمية، ويهدف إلى إكساب المعلمين لمهارات التعامل مع هذه المستحدثات تغير نمط ما يقدم للمعلمين من المعلومات باعتبارها هدفا إلى إكساب مهارات حياتية جديدة، تجعلهم يوظفون المعلومات، ويساعدون طلابهم على توظفيها والاستفادة منها.
ماهية التعلم الإلكتروني
أولا : تعريف التعليم الإلكتروني:
التعلم الإلكتروني جانب مهم من جوانب المستحدثات التكنولوجية التعليمية، وقد تعددت تعريفاته وتنوعت ومعه نظره الباحثين إليه إلا أننا يمكن بلورة هذه النظرات فيما يلي:-
أ- النظرة إليه على أنه نمط لتقديم المناهج أو المعلومات.
وهذه النظره تنظر إلى التعلم الإلكتروني على أنه وسيلة أو نمط لتقديم المناهج الدراسية عبر شبكة المعلومات الدولية، أو أي وسيط إلكتروني آخر، الأقراص المدمجة، أو الأقمار الصناعية، أو غيرها من التقنيات المستحدثة في المجال التعليمي.
ب- النظره إليه على أنه طريقة للتعلم:
حيث يرى أصحاب هذه النظره أن التعلم الإلكتروني طريقة للتعليم أو التدريس يستخدم فيه وسائط تكنولوجية متقدمة، كالوسائط المتعددة، والهيبرميديا، والأقمار الصناعية، وشبكة المعلومات الدولية، حيث يتفاعل طرفي العملية التعليمية من خلال هذه الوسائط لتحقيق أهداف تعليمية محددة.
ومما هو جدير بالذكر أن بعض الباحثين يقصر عملية التعلم الإلكتروني على التعلم من خلال شبكة الإنترنت ، سواء كان تعليما مباشرا عن بعد أو في الفصول الدراسية، وفي رأينا أن هذا تضييق لمجال واسع ورحب.
ثانيا : أهمية التعلم الإلكتروني:
تتضح أهمية التعلم الإلكتروني من خلال توصيات التقارير العلمية ونتائج البحوث والدراسات التي أثبتت فاعليته في مختلف جوانب العملية التعليمية. فقد قدم تقرير للكونجرس حول أهمية استخدام الإنترنت في التعليم توصيات من أهمها، أن استخدام الإنترنت في التعليم يزيد من قوته وفاعليته، وأنه ليس من الصعب تبنى ذلك على الرغم من احتياجه لدعم مالي قوي لأنه يتيح فرص للتعلم واضحة وقوية ومبنية على المشاركة، وقد جعل هذا التقرير المسئولين يعتقدون بضرورة الأخذ بهذه الصيغة في التعلم والتعليم.
وقد دلت نتائج بحوث عديدة على أن التعلم الإلكتروني يساعد على:
أ- تقديم فرص للطلاب للتعلم بشكل أفضل.
ب- ترك أثر إيجابي في مختلف مواقف التعلم.
ج- تقديم فرص للتعلم متمركزة حول التلميذ، وهو ما يتوافق مع الفلسفات التربوية الحديثة ونظريات التعلم الجادة.
د– يقدم أداة لتنمية الجوانب الوراء معرفية للتعلم، وتنمية مهارات حل المشكلات، وتقديم بيئة تعلم بنائيه جادة.
هـ- تقديم فرص متنوعة لتحقيق الأهداف المتنوعة من التعليم والتعلم.
و- إتاحة فرصة كبيرة للتعرف على مصادر متنوعة من المعلومات بأشكال مختلفة تساعد على إذابة الفروق الفردية بين المتعلمين أو تقليلها.
ثالثا : خصائص التعلم الإلكتروني:
أ- يحتاج للتعامل مع مستحدثات تكنولوجية متعددة وإلى التدريب عليها بشكل جيد قبل المرور بالخبرات التعليمية من خلالها.
ب- يحتاج إلى إعداد مسبق متسم بالدقة لتحديد عناصر التفاعل التعليمي ومصادر التعلم وسبل الحصول عليها.
ج- نوع من التعليم والتعلم يحتاج إلى مهارات خاصة في المعلم وفي المتعلم لابد من تنميتها لديهم.
د- يحتاج لإمكانيات تقنية خاصة لابد من توافرها في بيئة التعلم.
رابعا : الأسس العامة للتعلم الإلكتروني:
يقوم التعلم الإلكتروني على مبادئ نظرية برونر للتعلم من حيث:
أ- مراعاة خصائص المتعلمين.
ب- مراعاة توافر قدر كبير من الحرية في مواقف التعلم بإعداد مواقف تعلم متعددة تسمح للمتعلم للاختيار منها وفق قدراته وإمكاناته.
جـ - مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، وذلك بتقديم المعلومات في أشكال متنوعة تناسب قدرات المتعلمين من حيث تقديمها في صورة لفظية مكتوبة أو مسموعة، أو تقديمها في صور ورسوم ثابتة أو متحركة.
د- التمركز حول المتعلم، حيث يتحول نمط التعليم من التمركز حول العلم كمصدر للمعلومة، إلى التمركز حول المتعلم ومهاراته في الحصول على المعلومات، وتنمية المهارات.
هـ- الاعتماد على نشاط التعلم، حيث يساعد على إيجاد بيئة تعليمية تساعد على إقبال المتعلم على التعلم والرغبة فيه، مما يزيد من دافعية للتعلم، والسرعة في تحقيق الأهداف.
خامسا : أهمية تدريب المعلمين على استخدام التعلم الإلكتروني:
هناك عدد من المبررات التي تدفع إلى ضرورة تدريب المعلمين على استخدام التعلم الإلكتروني وتنمية مهاراتهم لتنفيذه من أهمها:
أ- الحاجة إلى التنمية المهنية :
إذا كان التعلم الإلكتروني وسيلة يستخدمها المعلم لتنمية مهارات طلابه، وتنمية قدراتهم التحصيلية؛ فإن التعلم الإلكتروني أيضا وسيلة لتنمية مهارات المعلم وقدراته المهنية؛ إذ يقدم للمعلم من خلال الإنترنت مثلا – مصادر عديدة وبرامج وبحوث ودراسات تساعده على تنمية مهاراته وقدراته منها على سبيل المثال المواقع التالية:
www. Pdkint.org/kappan/kappan.html
www. Ased.org/readingroom/ed/ead//frame0005el.html
www. Aera.net/pubs/er - www.traingle.co.uk
وهي مواقع تهتم بتدعيم عمل المعلم بشكل عام، وتقدم مقالات عن مجالات متعددة متعلقة بأدوار المعلم. ومنها المواقع التالية:
www.iste.org/l&l/index.html - www. Ino.org
www.theschoolquarterly.com - www.teaching.org/lessons.html
وهي مواقع تقدم وصفاً وتدعيماً للممارسات الصفيه للمعلم.
ب- الحاجة للدعم المعلوماتي:
المعلم بحاجة دائمة لتطوير معلوماته، والإطلاع على الجديد في مجال تخصصه، والتعلم الإلكتروني قد يساعده على ذلك بشكل جيد وكبير، فمن خلال الأوجه المتعددة للتعلم الإلكتروني يمكن للمعلم ان يطلع على الجديد في مجال تخصصه، فهناك عدد من البرامج التلفزيونية، والكمبيوترية المعدة لذلك، ومنها مواقع الإنترنت المتعددة التي تقدم له ذلك ومنها على سبيل المثال ما يلي:
www.thursdaysclassroom.com - www.aero.nq.nasa.gov/edu
www.national. geographic.Com/kids
وهي مواقع تقدم معلومات علمية وجغرافية متنوعة.
جـ - الحاجة لتأكيد نجاح التدريس:
يحتاج المعلم لمصادر عديدة لتأكيد نجاح عمليات التدريس التي يقوم بها، ويقدم له التعلم الإلكتروني عددا من المصادر التي تتيح له ذلك من مصادر لطلابه، وقوائم لتقويم أدائه وأداء طلابه، كما يمكن أن يستخدم الإنترنت في ذلك لتلقي عدد من التغذية الراجعة من الغير، أو تقديمها لطلابه بشكل يضمن له الخصوصية في الأداء، ومن خلال الإنترنت يمكن للتعلم الإطلاع على مواقع تساعده في أداء مهامه بدقة منها www.rh12school.com/English.htmوهو موقع يقدم مصادر متنوعة لمعلم اللغة الإنجليزية للتدريب على قواعد اللغة الإنجليزية وتركيباتها.
د- الحاجة للوقت:
المعلم في حاجة لوقته، خصوصا مع تزايد مهامه وأدواره، ومن ثم فإن التعلم الإلكتروني يساعده على جمع معلوماته، بل ويقدم له عددا من مخططات الدروس الجاهزة التي تساعده على توفير وقته لمتابعة أعمال طلابه داخل وخارج المدرسة ومن المواقع التي تقدم مخططات دروس للمعلم ما يلي:
http://Imagine.gsfc.nasa.gov/docs/te...son.plans.html
http://explorer.scrtec.org.explorer/
وهي مواقع تقدم مخططات للدروس في مجالات العلوم والرياضيات، يختص الأول منها بالمرحلة الثانوية. وهناك مواقع عامة لمخططات الدروس لمختلف مجالات العلوم والمناهج منها:
www.askeric.org/virtual/lessons/
http://encarta.msn.com/schoolhouse/derauit/asp
وإن كانت هذه المواقع تقدم مخططات جاهزة للدروس إلا ان المعلم يمكن أن يستخدمها ليطور أدائه، ويعدل فيها وفق مجريات عمليات التدريس، وظروف طلابه.
هـ - تغير عمليات التدريس وأدوار المعلم:
تطور النظريات التربوية، جعل عمليات التدريس وأدوار المعلم تتغير، وأصبح التمركز في التدريس يتحول للطلاب، وأصبح دور المعلم تيسير تعلم الطلاب، ويقدم له التعلم الإلكتروني مساعدات كثيرة للقيام بدوره، وتغير عمليات التدريس.
سادسا : أوجه التعلم الإلكتروني:
هناك العديد من أوجه التعلم الإلكتروني، والتي يمكن استخدامها في الفصول الدراسية، من أهمها:-
1- استخدام الفيديو التعليمي:
يعد الفيديو التعليمي ببرامجه المتعددة من أهم أوجه التعلم الإلكتروني، خاصة وأن الفيديو التعليمي يقدم المعرفة للطلاب في صورة متكاملة من وسائل عرض المعلومات، المقروءة، والمسموعة والمرئية، وقد تطور استخدام الفيديو في التعليم بشكل كبير، حيث استخدم لتوجيه التعلم فيما يسمى بالتوجيه الفيديوي Video Tutorial، أو بالتفاعل بين البرنامج والطلاب فيما يسمى بالفيديو التفاعلي Interactive Video الذي يحتاج لتآلف جهود فريق عمل يبدأ بعمل المعلم لتجهيز مصادر التعليم اللازمة وأوجه المعرفة المطلوبة، والمشاركة في إعداد السيناريو، ويلزم لذلك العديد من المهارات، التي يجب أن يكتسبها المعلم حتى يستطيع استخدام هذا الوجه من أوجه التعلم الإلكتروني بدقة.
2- شبكات مؤتمرات الفيديو:
شبكات مؤتمرات الفيديو أو ما يعرف بالفيديوكونفرانس Video Conference، هي إحدى الابتكارات التكنولوجية التعليمية الحديثة، التي تسمح للمعلم باللقاء مع تلامذته من مختلف الأماكن لقاء حي يسمح بالتحاور ونقل المعلومات بأشكالها المختلفة، ويستخدم أيضا لتدريب المعلمين في أماكن عملهم تدريبا حيا تفاعليا، يسمح بالنقاش بين المدرب والمتدربين، وتلقي التكليفات وتلقي التغذية الراجعة عليها بسهولة ويسر.
3- التعلم بالكمبيوتر:
يعد الكمبيوتر من أخطر إبداعات الإنسان خلال القرن السابق، فقد غزا هذا الاختراع العجيب كل مجالات حياة الإنسان بسرعة وبشكل مذهل، بما يقدمه من إمكانات لعرض المعلومات والاحتفاظ بها ومعالجتها بشكل فائق السرعة، ولم يكن المجال التعليمي ليقف جامدا أمام هذا الاختراع، بل استفاد منه علماء التربية حتى غدا من أهم صيغ التعلم والتعليم في هذا العصر، وتتعدد أوجه استخدام الكمبيوتر في التعليم سنورد بعضها فيما يلي:
أ- استخدام الكمبيوتر كمصدر من مصادر التعلم:
لكون الكمبيوتر يتمتع بقدرة عالية على تخزين المعلومات بصورها المتعددة، فيمكن أن يستخدم الكمبيوتر كمصدر من مصادر التعلم للطلاب، حيث يمكن للطلاب الإطلاع على ملفات معدة من خلال الكمبيوتر تقدم لهم خبرات تعليمية متعددة الأشكال (مكتوبة، مصورة، فيديو) ولم يعد الأمر يحتاج إلى حاسب لكل طالب في الصف الدراسي للإطلاع على مصادر المعرفة المتاحة به، حيث تطور أسلوب عرض المعلومات من خلاله، بشكل يسمح بعرضها بشكل جماعي على شاشة كبيرة من خلال وحدة توصل بالكمبيوتر تعرض المعلومات التي تظهر على شاشته بشكل جمعي على شاشة كبيرة ومن هنا يعد الكمبيوتر من الوسائل التعليمية المهمة التي يمكن للمعلم استخدامها، فهو يتيح عرض المعلومات بصورة مختلفة من خلال برامجه المتنوعة، فعلى سبيل المثال يمكن له استخدام برنامج PowerPoint لجعل المعلومات تتابع بشكل معين يسهل عرضها على الطلاب.
ب- استخدام الكمبيوتر ليقدم البرامج التعليمية:
لا يقف استخدام الكمبيوتر عند حد استخدامه كوسيلة تعليمية، بل أصبح يقدم البرامج التعليمية مباشرة للطلاب، ويتيح للطلاب التعلم من خلاله ذاتيا فرادى وفي مجموعات من خلال ما أتاحته برامج التأليف فيه من إعداد برامج تعليمية كاملة تتيح للطلاب التفاعل مع المعلومات المقدمة، وتتيح لهم تلقي تغذية راجعة مباشرة، وذلك من خلال بعض البرامج التي تؤلف لهذا الغرض والتي من أهمها:
* برامج الوسائل المتعددة Multimedia Programs
وهي برامج تعليمية يعتمد إعدادها على تآلف عناصر الكتابة والصورة والموسيقى، والصوت، والفيديو، والرسوم المتحركة وغيرها من العناصر لتقديم المعلومات، والتدريب على المهارات من خلال الكمبيوتر، وتتيح هذه البرامج للطلاب حرية الحركة، وتلقي التغذية الراجعة، أو التوجيه لأداء أعمال معينة مرتبطة بفاعليات تعلمهم، كما تقدم الاختبارات اللازمة، وتحسب درجاتهم عليها لتسمح له بالانتقال إلى دراسة برامج أخرى أو تقدم له نشاطات إثرائية تساعده في الوصول إلى مستوى الإتقان المطلوب وقد أثبتت دراسات عديدة فاعلية هذه البرامج في تنمية التحصيل والمهارات، وبعض الجوانب الوجدانية الأخرى كمفهوم الذات، والدافعية للتعلم في مختلف المواد الدراسية.
ويلزم للمعلم لاستخدام هذه التقنية وإعدادها العديد من المهارات، والتي يعد من أبسطها تحليل جوانب المحتوى، واختيار المصادر المختلفة التي تساعد على تقديمها من خلال برامج الوسائط المتعددة، والمشاركة في إعداد السيناريوهات اللازمة لتأليفها، كما تستلزم مهارات استخدام الكمبيوتر وتشغيله، ويجدر التنبيه أن تأليف هذه البرامج كمبيوتريا يحتاج إلى فنيين يجيدون استخدام برامج التأليف.
* برامج الوسائط الفائقة Hypermedia programs
وهي برامج تعتمد على الانتقال من وسيط لوسيط في البرنامج التعليمي بيسر وسهولة، وتعتمد على فكرة الإبحار ، والنقاط الحارة Hotpoint التي تضاء بشكل خاص في الوسيط المقدم، والتي يمكن للمتعلم الضغط عليها بمؤشر الفأرة للانتقال إلى وسيط آخر يقدم المعلومة بشكل آخر أو بدرجة أعمق، فعلى سبيل المثال حينما يدرس الطالب نصاً من النصوص الأدبية يمكن له الضغط على بعض الكلمات لتقدم له معانيها، أو تصريفها، أو موقعها الإعرابي وفق ما يهدف إليه مصمم البرنامج، أو بالضغط على أحد الأبيات ليقدم له لوحة فنية مرسومة تعبر عن معنى هذا البيت وهكذا.
وجدير بالذكر أن أنماط الإبحار في برامج الوسائط الفائقة متعددة يختار منها مصمم البرنامج ما يناسب المعلومات المقدمة، وأشهر هذه الأنماط النمط الشبكي الذي يتيح أوجه متعددة للإبحار والانتقال، وتصمم هذه البرامج بحيث تتيح للدارس أو المتعلم الرجوع أو التقدم وفق ما يناسبه.
ويحتاج إعداد هذه البرامج إلى مهارات خاصة من المعلم من أبسطها تحديد النقاط الحارة، التي يجعل منها منطلق في الإبحار في معلومات الدرس، وا لمشاركة في تحديد الوسائل والمصادر اللازمة للتعلم من خلال استخدام هذه التقنية كما يجب أن يمتلك مهارات توجيه طلابه أثناء التعلم من خلال هذه البرامج.
* الإنترنت Internet
الإنترنت هي شبكة اتصالات إلكترونية فائقة السرعة، تتعدد فيها أوجه الاتصال في آن واحد، يتم من خلالها تبادل المعلومات بين عدد كبير لا متناهي من المرسلين والمستقبلين في شتى بقاع المعمورة.
وأصبح الإنترنت مجالا مهما من مجالات التعلم الإلكتروني بما تقدمه من خدمات يمكن استخدامها في المجال التعليمي أو التدريس بشكل مذهل وسريع، ويمكن عرض هذه الخدمات ووسائل استخدامها في التعليم فيما يلي:-
أ- الشبكة العنكبوتية Web
شبكة الاتصال العالمية العنكبوتية World wide web، أو كما يطلق عليها W3، وهي عبارة عن دائرة معارف هائلة ممتدة عبر بلدان العالم، يتيح لمستخدمها أن يبحث عن أية معلومات تهمه (علمية، سياسية، ثقافية، دينية، أدبية، تجارية، فنية...إلخ) بشكل يسير، كما يتيح نشر المعلومات بمختلف أشكالها بشكل يسهل انتشارها، ولذا اتجهت الجامعات ومؤسسات التعليم لاستخدامها لتسهل على الباحثين والدارسين نشر معلوماتهم، واستقبال المعلومات التي تسهل تعلمهم، كما أصبحت وسيلة من وسائل التعلم عن بعد، حيث أمكن الدراسة وأداء الاختبارات، وعقد المؤتمرات من خلالها.
وتتعدد أشكال عرض المعلومات من خلال الإنترنت وذلك بعرضها في صورة مكتوبة أو مصورة، أوفيديو، أو مسموعة، كما أمكن الاعتماد على تكنولوجيا الوسائط الفائقة لتصبح الصفحات بشكل يسهل من عملية الإبحار بأشكاله المختلفة.
ويمكن لهذه الشبكة تقديم تسهيلات تدريسية وتعليمه من خلال:-
- الاحتفاظ بالمعلومات والبيانات وتصنيفها ومعالجتها في مختلف مجالات المعرفة.
- إتاحة الفرصة للتواصل بين جنسيات مختلفة من الطلاب في أماكن مختلفة حول حول موضوعات معينة، والتناقش حولها مما يزيد من فرص تعلمهم، واتقانهم للمهارات، واتقانهم لجوانب التحصيل المختلفة.
- إتاحة الفرصة أمام الطلاب للبحث، وإعداد أوراق العمل اللازمة لتعلمهم، وذلك بتقديم كم هائل من البحوث والدراسات والمعلومات، حول عدد كبير من القضايا.
- تسهل انتقال الملفات والبيانات بين المستخدمين من الطلاب والمعلمين، ومن هنا يسهل تقديم التغذية الراجعة، وتكامل الخبرات بين الطلاب.
- تتيح لأولياء الأمور الإطلاع على مستوي تقدم أبنائهم من خلال الدخول على مواقع مدارسهم أو جامعتهم والإطلاع على التقارير الخاصة بمستوى تحصيلهم وتقدمهم الدراسي.
- تتيح فرص التفاعل بين المعلمين والطلاب، أو بين الطلاب وزملائهم من خلال التلاقي الحي عبر الشبكة.
- تيسر للمعلم عمله، وتساعده على تنمية قدراته المهنية من خلاله ما يطلع عليه من بحوث ودراسات، أو مخططات دروس جاهزة في شتى مجالات المعرفة.
- تستخدم لتقديم مصادر تعلم جاهزة، حيث تتوافر هذه المصادر بكثرة على مواقعها المختلفة.
- تعطي فرصاً لتنمية القدرات الابتكارية لدى كل من العلم والطالب، حيث تسهل نشر أعمالهم، والإطلاع على أعمال الآخرين.
ويمكن لنا ان نقدم بعض تطبيقات استخدام الإنترنت في التدريس والتعليم فيما يلي:
- التعليم والتعلم عن بعد، حيث يمكن للطلاب تلقي الخدمات التعليمية في أماكن بعيدة عن المؤسسات التي تقدم الخدمة.
- التعلم التعاوني؛ حيث يمكن لمجموعة من الطلاب التعاون لإنجاز مهام تعليمية محددة من خلال الاتصال بهذه الشبكة.
- التعلم غير المتزامن، حيث تقدم الخدمات التعليمية للطلاب، ويتفاعلون معها وفق ظروفهم ومعدل خطرهم الذاتي.
- التعليم الافتراضي، ويتم ذلك من خلال:
- ربط المدارس في البلد الواحد أو في بلاد متعددة لتقديم خبرات علمية مباشرة للطلاب، وللاستفادة من بعضهم البعض.
- حضور المؤتمرات العلمية التي تتناول قضايا مهمة ترتبط بالمنهج.
- تساعد على نقل الخبرات التعليمية التي يصعب تقديمها في الفصول الدراسية كالتجارب العلمية الخطرة.
ب- البريد الإلكتروني E-mail:
البريد الإلكتروني أحد الخدمات المهمة التي تقدمها الإنترنت فهو بديل حي لتفاعل الرسائل البريدية، أو حتى الرسائل اللاسلكية كالتلغراف أو الفاكس، حيث يمكن من خلاله تبادل الرسائل النصية، أو تبادل الملفات التي تحوي المعلومات بمختلف أشكالها بسهولة وسرعة فائقة لا تتعدى دقائق محدودة.
وفي المجال التعليمي ينبغى أن نشجع الطلاب على استخدام البريد الإلكتروني، واستخدامه بفاعلية في عملية التدريس حيث يتيح البريد الإلكتروني فرصا عديدة للتعلم من أهمها:
- الاتصال السريع بين المعلم والطالب، بشكل يسمح بتصحيح الواجبات، والرد على الاستفسارات، وتلقي التغذية الراجعة، والتعرف على ميول الطلاب واستعدادهم تجاه جوانب المقررات المختلفة.
- تقديم المعلومات ومصادر التعلم للطلاب بسهولة ويسر، حتى وإن كانوا خارج جدران المدرسة.
- يسهل للطلاب والمعلمين الاتصال بالمتخصصين في مختلف بلدان العالم، للإطلاع على الجديد في موضوع أو قضايا الدراسة.
جـ - القوائم البريدية Mailing lists
هي نوع من البريد الإلكتروني يسمح بالمناقشة بين مجموعة من الأفراد تجمعهم اهتمامات متقاربة من خلال الرسائل البريدية، ويمكن للمشترك الواحد أن يرسل رسالة لجميع أفراد المجموعة، ويتم من خلالها تبادل المعلومات والأفكار، وتقدم هذه القوائم خدمات تعليمية وتدريسية كالتي يقدمها البريد الإلكتروني، وإن كانت يتيح للمعلم تسهيلا بإرسال الرسالة الواحدة ذات الهدف المشترك لجميع طلابه المقصودين بهذه الرسالة.
د – مجموعات الأخبار News groups
وهي ساحة يلتقي فيها مجموعة كبيرة جدا من ذوي الاهتمامات المتقاربة لتبادل الأفكار والمعلومات، ويختلف هذه المجموعات عن القوائم البريدية في أنها يمكن التحكم في الرسائل التي تصلك.
وأنك لا تستطيع تحديد من يقرأ رسالتك بخلاف القوائم البريدية وأنها تستخدم برنامجا خاصا لقراءة الرسائل يعرف باسم News reader بخلاف القوائم البريدية التي تعتمد على برنامج البريد الإلكتروني في القراءة والإرسال.
هـ - المحادثة الحية Internet Relay chat
حيث يمكن من خلال هذه الخدمة التحدث والتخاطب وتفاعل الرسائل الفورية بين عدد كبير من المستخدمين، عن طريق أحد البرامج الخاصة بذلك، ويسهل هذا الأمر إلقاء المحاضرات وعقد الندوات التعليمية وورش العمل من بعد بين المعلم وعدد كبير من الطلاب.
سابعا : خطوات أساسية يجب إتباعها عند التعلم الإلكتروني:
هناك عدد من الخطوات التي يجب إتباعها عند اختيار التعلم الإلكتروني كأساس للتعلم من أهمها:
1- تحديد الاحتياجات:
فقبل أن تختار برنامجا أو تعده ليتم تنفيذه من خلال التعلم الإلكتروني لا بد من مسح احتياجات الطلاب، والمدرسين، والدراسة ليتم هذا التعلم في ضوء محك أساسي هدفه تلبية حاجات المتعلمين والمجتمع، كما يتم مراجعة هذه الاحتياجات في ضوء متطلبات دراسة القضايا والموضوعات ليحدث التكامل بينهما.
2- التعرف على الممارسات المعتادة:
يجب أن نتعرف على الممارسات التدريسية المعتادة قبل اتخاذ خيار التعلم الإلكتروني، فمن خلال التعرف على هذه الممارسات سوف يتم اتخاذ قرار بشأن الأنشطة التي سوف تتضمن في البرنامج، وأسلوب التعليم جمعي وتعاوني فردي وفق الإمكانات والممارسات المتبعة داخل الفصول.
3- تحديد النموذج المناسب من التعلم الإلكتروني:
يجب أن يقف العلم إزاء النماذج والأوجه المتعددة موقف المنتقي وفقا لطبيعة طلابه وقدراتهم، ووفقا للإمكانات المتاحة لديهم في المدرسة وفي المنزل، وما يمكن أن يوفره من هذه الإمكانات مستقبلا، وعليه أن يختار البديل المرن الذي يسهل تعديله مستقبلا ليتلاءم مع أي مستجدات أو ظروف تطرأ.
4- تحديد قدرات المعلمين والطلاب على استخدام تقنية التعلم الإلكتروني وتنميتها:
قبل الشروع في اختيار بديل من بدائل التعلم الإلكتروني لابد من دراسة قدرات المعلمين والطلاب على استخدام هذه التقنية وإلا فشل الهدف من استخدامها مطلقا، وعلى ذلك فإن ظهر تدنٍ في مستوى استخدامهم لهذه التقنية يجب أن يتضمن البرنامج أو الممارسات التدريسية جانبا لتنمي هذه المهارات لدى الطلاب والمعلمين على حد سواء.
ثامنا :كيفية الاستفادة من التعليم الإلكتروني في كليات المعلمين بالمملكة العربية السعودية
ظهور التعلم الإلكتروني غير من بعض الأدوار التي تقوم بها كليات المعلمين حيث أن أهم أدوار هذه الكليات هو تخريج معلم يواكب التطورات الحديثة لذلك يجب على المتعلم في هذه الكليات أن يقوم ببعض الأدوار نبرز بعض منها فيما يلي:-
1 - أدوار المعلم في التعلم الإلكتروني:
يقوم المعلم بأدوار عديدة في التعلم الإلكتروني منها:-
أ- دوره في اختيار وإعداد برامج التعلم الإلكتروني:-
يقوم المعلم بدور مهم في اختيار برامج التعلم الإلكتروني، وعليه عند الاختيار أ، يراعي خصائص طلابه والأهداف المرجو تحقيقها من دراسة المقرر وأن يختار نمط التعلم الإلكتروني الذي تتوفر له الإمكانات بمدرسته ويحدد بدقة الأقراص المدمجة أو شرائط الفيديو، أو مواقع الإنترنت مثلا معلومات كافية ولازمة وضرورية لتعلم الطلاب، ويقوم المعلم بدور تدريب الطلاب على استخدام تقنية التعلم الإلكتروني التي سوف يختارها إن رأى أن طلابه في حاجة لذلك.
ولكي يقوم المعلم بدوره في اختيار البرامج الجاهزة أو المواقع المنشورة عليه أن يطلع ويبحث بدقة عن المتوافر منها في مصادرها سواء داخل المدرسة أو خارجها، أو من خلال البحث عنها على شبكة الإنترنت.
ويقوم المعلم بدور مهم في بناء وإعداد برامج التعلم الإلكتروني؛ حيث يقوم بالتخطيط لهذه البرامج، ويحلل محتويات القرارات ويختار المصادر والرسائل التي يجب تضمينها من خلال هذه البرامج، ويشارك في تأليفها بإعطاء تغذية راجعة للفنيين حول أسلوب عرض هذه الخبرات وتدرجها كما يشارك في إعداد وسائل التقويم اللازمة وبنائها.
ويلزمه للقيام بهذا الدور أن يتقن مهارات التخطيط للبرامج التعليمية من تحديد لاحتياجات طلابه، وصياغة الأهداف، وتحديد المحتوى والأنشطة اللازمة للتعلم بدقة، كما يجب أن تكون لديه حساسية تجاه الإخراج الفني لهذه البرامج من أساليب عرض الخبرات، وإختيار ألوان الواجهات، وتحديد اللقطات، وإختيار الوسائل المناسبة للخبرة المراد تعلمها.
ب- دوره في تنفيذ التعلم الإلكتروني:
يقوم المعلم بدور كبير في تنفيذ التعلم الإلكتروني، فهو يقوم بدور الموجه لطلابه، والمحفز لهم، والمدرب على استخدام التقنية التكنولوجية التي يتم من خلالها التعلم، كما يقوم بدور التغذية الراجعة، ومتابعة مستوي تقدم الطلاب، وتقديم الاختبارات اللازمة في وقتها. كما يقوم بدور في تجهيز بيئة التعلم اللازمة لهذا النوع من التعلم.
2- أدوار المتعلم:
تقع على عاتق المتعلم في التعلم الإلكتروني جزء كبير من مسئولية تعلمه، فعليه القيام بالنشاطات، والقيام بالتكليفات التي يقدمها له المعلم، أو التي تقدم له من خلال البرنامج، كما أن عليه التعامل والتفاعل مع مصادر التعلم المتاحة من خلال وسيط التعلم الإلكتروني والبحث عنها إن لزم الأمر، كما يجب عليه أن يتقن أولا مهارات التعامل مع تقنيات التعلم الإلكتروني المختلفة، كتشغيل الاسطوانات المدمجة على الكمبيوتر، أو استخدام مستعرضات صفحات الويب، أو البرامج الخاصة بالتفاعل من خلال الانترنت كبرامج المحادثة Chat وغيرها من برامج إرسال الملفات واستقبالها.